كلمة خاصة ببيت الزكاة بمناسبة حلول شهر رمضان 1427

بيت الزكاة والخيرات صندوق الإحسان وأمل المحتاج

 الزكاة والخيرات عبادةٌ تُهيئ النفوسَ لتتمكن من التَّرَقّي في معارج الروح. وهي أيضا محطاتٌ تضخ الخير وتبلسم الجراح وتلبي حاجات عباد الله.

أولئك الذين افتقدوا الغذاء والكساء والدواء والتعليم والسكن والمهنة أو الحرفة، وهم أيضاً الغارمون والمحتاجون الى الرعاية والترشيد والدعوة الى الله.

واذا كان أمثال هؤء ، في الأيام ذات الطمأنينة والرخاء، بحاجة الى مد يد العون والمساندة، فكيف بهم في الأيام (ذات المَسْغَبَة) وما أكثرها في هذا الزمن الصعب الذي نعيش فيه ؟؟
*    *    *
بيتُ الزكاة، لبنان، تجربةٌ حضارية رائدة، كذلك نحسبه ونتمناه، وقد قام في زمن البأساء والضّراء، ولا يزال، بفضل الله، يتصدى لحاجات الناس، ويسعى لتأمين الضرورات، وينْشُر قواعد الفريضة بين منْ فرضَ الله في أموالهم الزكاة، ثم يدعوهم الى الخيرات والصدقات والمبرات والإحسان، فيجتمع هذا كله في صندوقه ليخرج عملاً رائدا في رسالة عظيمة.
*    *    *
 
خيرٌ يتراكم في مسيرة الزكاة والصدقات، بفضل الله ثم المحسنين، منظماتٍ وأفرادا، بعد إذ كان قول البيت فعلاً، والرغبةُ عملاً، والأملُ واقعاً، ودون أن ينسى البيتُ خُططاً من أجل مستقبل واعد، فيه مجتمع مؤمن مكتفٍ ومستغنٍ ومحسنٌ بإذن الله.
والإحسانُ عطاءٌ كريم. وهو، فوق ذلك، علاجٌ مؤقت في ظرف معين، وفي زمن محدد. ويزداد شموخاً إن أعطاه الى مؤسسة خيرية زكوية يثق بها ويأتمنها. فإن تكاثر العطاء ودخل الى صندوق الخير فاض على امتداد العام بعطاء منظم، خاصة إذا ما عالج قدرة الإحتراف لمن لا عمل له، فدرَّب وأهّلَ، وبذلك ينخرط الجميع، ضمن شعار (خذ فأساً واحتطب)، في مهنٍ يكتفون بها، وقد يتحولون الى محسنين ومن يدري؟...
*    *    *
وبالإحسان المتضمن فريضة الزكاة والصدقة، والحسنة وبتفريج كُرُبات الناس وبلسمة جراحهم، يقذفُ الله في القلوب نوراً، ويُشرقُ على الوجه والجسد ضياءً بهيجاً، ويوسِّع في الرزق، وهذا إبن كثير في تفسيره يقول: ( إنّ للحسنة نوراً في القلب، وضياءً في الوجه وسعةً في الرزق ومحبةً في قلوب الناس).
ويبقى السؤال قوياً، كقوة الإحسان والخيرات، هل نكون جميعاً من هؤلاء، ونغدو ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه؟؟
*    *    *
ومن الطبيعي أنْ يتوسَّل بيتُ الزكاة جميع وسائل الاعلام، لنشر ثقافة حبِّ الآخرين، وتقديم العون للمحتاج، والإلتزام بفريضة الله في الزكاة، وبسنة نبيه الأكرم  في الصدقات والإحسان، ما استطاع الى ذلك سبيلاً. وقد اتخذ أخيراً موقعاً على الشبكة العنكبوتية، بعد أن غدت الوسائل الإعلامية المتميزة في بداية القرن الواحد والعشرين . عسى أن يصلَ هذا الإعلام الى بيوتِ وقلوبِ وعقولِ وجيوبِ الناس، كل الناس، في مشارق الأرض ومغاربها.
ونختم بالاشارة الى أن الخطأُ محتمل ونرجِعُ عنه، والصوابَ مرغوب فيه ونلتزم به. والدالُّ على الخير كفاعله.
نسأل الله سبحانه فعلَ الخيرات وترك المنكرات وحبَّ المساكين كما سأله نبيّه الأمين  .

وكل عام وأنتم بخير، وصيام مقبول، بإذن الله تعالى