البارد الساخن الى إنفراج!! والدموع الصادقة جفت في المآقي المتقرحة!!

03/09/2007
بعد هذا القتال الشرس ممن باتوا يُسمون بالعبسيين نسبة الى قائدهم شاكر العبسي المجهول مصيره.
وبعد هذا السيل من الدماء التي سالت على بقاع البارد وما حولها من قرى وبلدات لبنانية نتيجة المعارك اللاهبة.
من حقنا أن نقول أن هذا العنف المتفجر جاء في غير مكانه الصحيح، ومن المرجح أنّ العبسيين هؤلاء وهم خليط من مناطق مختلفة من العالمين العربي والاسلامي قد غررت بهم قياداتهم وربما أوهموهم انهم يقاتلون جنودا اعداء من اليهود على ارض فلسطين.!!
أن يقاتل هؤلاء الجيش اللبناني العروبي فلا وألف لا. إن الجيش الذي اعتُدِيَ عليه بالذبح والغدر هو الجيش نفسه الذي لم ينسَ في مواجهته للعبسيين ان يفرق بينهم وبين المدنيين الفلسطينيين من سكان المخيم، محاولاً تأمين نزوح آمن لهم ومحاولاً أيضاً حفظ مساكنهم ومبانيهم وما تضمه من جني العمر. فرأيناه يتجنب القصف العشوائي مستهدفاً مراكز إطلاق النار، إلا أن حرصه هذا استفاد منه "العبسيون" ومن ناصرهم على "صمود" استغرق ما تجاوز الشهر ولا ندري متى يبرد الرصاص ويلقى السلاح ؟؟
كم كنا نحتاج كأمَّة الى أن تكون قوة العبسيين وسواهم من الفرق الضالة الى جانب الجيش اللبناني لا ضده وفي صفه لا في مواجهته ليقاتلوا معاً أعداء الأمة وما أكثرهم. أما ان تتبدد القوى ويتساقط الشباب والجنود في معركة عبثية فرضها "العبسيون" ومن خلفهم ويورط الجيش في قتال عبثي داخلي وتورط البلاد في مخاطر جمة ويردّى الإقتصاد خاصة في الشمال و"تشحذ" حكومة لبنان ومؤسساته الخيرية من أجل الغذاء والدواء والماء لالآف النازحين ثم المال من أجل اعادة البناء بينما المخيمات الأخرى على جمرٍ لا ندري متى تغضب على نفسها لا سمح الله.
فمن حقنا إزاء ذلك ان نذرف الدموع الحرَّى، فالبارد أصبح ساخناً الى درجة الغليان، غير أن تباشير الإنفراج قد لاحت في الأفق وسوف نرى قريباً حجم الدمار ووأد الحياة، وعندها سوف نقرأ ما جرى بأعين بصيرة لنصل الى خلاصات حاسمة كيلا لا تتكرر المآسي في لبنان وفي مخيمات الشتات فيه. فكفانا مآسٍ وتبعات، فها هي الدموع الحَرّى الصادقة قد جفّت في المآقي وقد لا نجد سواها لذرفها على مآسٍ في الإنتظار.