المفتي الشيخ محمد سليم جلال الدين عاش عصره وأعطى ما عنده

مات الشيخ العالم المكافح محمد سليم جلال الدين.
هوى الرجل الذي أحبه الصيداويون واللبنانيون الذين عرفوه ... انتقل إلى جوار ربه مع النبيين والشهداء والصالحين والعلماء الابرار وحسن اولئك رفيقاً... لقد أسلم الروح بعد أن أرضى نفسه وربه وأرضى التاريخ.
لقد كان سماحته صاحب موقف مميز اجتمعت عليه كلمة المسلمين في صيدا وجوارها لبنانيين وفلسطينيين وقد تمكن بفضل حكمته من تجاوز جميع الإشكالات الخطر حتى غدا بحق رمزاً لجميع أهلها لأية طائفة انتموا يلجأون اليه في الملمات فيغرفون من معين محبته وينصتون الى تحليله العميق ونصحه السديد.
لقد أمضى سماحته عمره المديد بالدعوة إلى الله وفي القضاء الشرعي وفي توحيد الكلمة وجمع الصف.
وعرفته منافحاً عن حقوق المسلمين عندما كنّا سوياً في المجلس الشرعي الإسلامي الاعلى وكان دائما يعضدنا في تطلعاتنا في المشاركة كحل لمشكلة النظام السياسي في لبنان والتي طرحناها اوائل السبعينات من القرن الماضي إلى ما بعد حرب السنتين الصعبة فكان ان انتجت في 1989 اتفاق الطائف.
لقد كان رحمه مدافعاً قوياً عن أوقاف صيداء راغباً في تطوير العمل الوقفي فيها ساعياً إلى إطلاق خطة واقعية لانمائها.
كما عرفناه ناشطاً في إحياء فريضة الزكاة فأنشأ وقف صندوق الزكاة في صيدا واختار النخبة من الرجال لتنفيذ برنامج تكافلي كريم سعى من خلاله لتحسين أوضاع الفقراء والأيتام والمساكين وذوي الدخل المحدود والمرضى وطلاب العلم.
كما لعب سماحته دوراً ريادياً إلى جانب سماحة مفتي الجمهورية وإخوانه المفتين في مجلس المفتين في لبنان حيث نافح وجمع وجاهد وأبدع.
المفتي الشيخ محمد سليم جلال الدين رحمه الله كان بحق رجلاً عاش عصره وأعطى ما عنده لبلده ولجماعة المسلمين وللبنان الصابر الجريح فدخل كبيراً إلى ذاكرة العلم والعلماء في صيدا ولبنان.
عوَّض الله المسلمين في لبنان وفي صيدا خاصة عنه بعلماء أجلاء أقوياء يخلفونه في مهامه ويتابعون المسار والمسير وتغمده الله في واسع رحمته وانا لله وانا اليه راجعون.