د. ضناوي في رئاء الداعية الرحل فتحي يكن:حياتك المديدة منها ستون سنة في الدعوة والعمل السياسي

19/06/2009
حاولت أن أرثيك أيها الداعية الراحل فاستعصى القلم عليّ، بينما تزاحمت صور حياتك الحافلة، في مخيلتي وتدافعت. وهكذا مرت حياتك المديدة، في ذاكرتي، كأنها لحظات خاطفة، كما هي الحياة، تمر بسنواتها الطوال، فإذا هي بالنهاية خواطر في الذاكرة .
أيها الأخ الراحل الكبير. قد أحببتَ لفظَ الداعية، صفةً ملازمة لإسمك، وكان ذلك حقاً في حياتك الأولى، عندما شببتَ راغباً في فهم الإسلام وتفهيمه لمن تلتقي بهم من زملاء وشباب، فينقلب بعض هؤلاء على نفسه وواقعه، ليصبحوا معاً جماعة ودعوة وإخوانا، في ظروف كانت غاية في التعقيد الفكري والفلسفي والقومي، و"بطولات" قادةٍ حكام، و" انقلابات" عسكرية شتى، وسط أكبر كارثة عرفها العرب والمسلمون، في تاريخهم الحديث: ضياع فلسطين بعد أن أُلغيت الخلافة الإسلامية في استنبول.
وسط هذه الأجواء المحمومة، بدأتَ أيها الراحل القائد مع ثلة من إخوانك، بتأسيس فرع منظم، لجماعة "عباد الرحمن" البيروتية، في طرابلس، وهو اسم لتنظيم الإخوان المسلمين في نسخته اللبنانية. لكن سرعان ما تحولت جماعة العباد الطرابلسية، إلى مركز ثقافي إسلامي، ثم إلى الجماعة الإسلامية. وأخذت هذه، بقدراتها، شق طريقها إلى عمل دعوي في أرجاء لبنان المسلمة، لتشكل بعد ذلك ما يمكن وصفه بالحركة الإسلامية الوحيدة في لبنان، لفترة من الزمن، قبل أن تزدحم الساحة الدعوية بتيارات إسلامية شتى. ثم لتتوزع الجماعة نفسها، بإرادة منها، إلى جمعيات، في بعض مجالات الحياة، من تربية وتعليم وسواهما، ضمن نهج دقيق، يأخذ بالإعتبار، ربط تلك الجمعيات في إطار قيادة الجماعة الأم. ثم لتدخل "الجماعة" العمل السياسي، فكان، بعد بداياته، المفصل الذي أثر على بنية الجماعة.....

 

لقراءة الرثاء كاملاً اضغط هنا