ذكريات رمضان

13/08/2013

بسم الله الرحمن الرحيم
 
 ذكريات من رمضان الطفولة والفتوة...أواسط القرن العشرينلرمضان في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي ذكريات لا تمحى من ذاكرتي، كلها تضج بالفوائد والفرائد ما يجعل استعادتها من الزمن البعيد، غاية في ذاتها تفرح النفس وهي تحكي للأجيال وبعضها مرتبط بالواقع زمانا ومكاناً.
 
 
1 ـ لعل أول تلك الذكريات ذلك الصراع العميق والعنيف بآن معاً، في نفس طفل لم يتجاوز الخمس أو الست سنوات، فقد كنت صائما والجو حار جدا والجوع والعطش قد أخذا مني كل مأخذ. فحملت خلسةً كوباً من الماء وشيئاً من الخبز ولذت خلف "كومة"من الفراش كجاري عادة ذلك الزمان، مختبئاً خلفها وهممت بالشرب، غير أن صوتا في نفسي صاح بي: لا تفعل... فإن الله يراك ، أعدت الخبز إلى طبقه والماء إلى "البِرْكَة" التي لها معي قصة أخرى.لا ريب أن مثل هذا الصراع ينشأ لدى كثير من الأطفال والكبار ايضاً وهو في حال الانتصار أو الانكسار مدرسة ترعى وتصقل "الضمير" خاصة إذا ما جُبِرَ الانكسار بالتصميم على عدم العودة إلى ذلك وهي عين التوبة.
2 ـ كان في دارنا بركة صغيرة مربعة ضلعها متر واحد عليها (حنفية) تضخُ دوماً (بماء رشعين) الباردة مما يجعل ماءها دائما باردا كالثلج وكان الأهل يستخدمون تلك البركة لتبريد الفواكه كالبطيخ ...، ويضعون ما لا يطفو في سلة من قصب أو دلو من نحاس يتدلى في ماء البركة، ولك أن تتخيل كيف أن اللعاب يزداد في فم طفل صائم، في حالة العطش والجوع، يرى الطيبات الممنوعة عنه قبل الإفطار فلا يجد أمامه إلا أن يلهو بها في بركة الماء البارد حيث يظهر المشمش والدراق والعنب تارة والبطيخ الأحمر الذي يغدو كرة خضراء تهبط في (البركة) وترتفع كلما مستها اليدان الناعمتان للطفل فيجد نفسه يصرخ ويدعو إخوته لمشاركته هذا اللعبَ الجميل لكن سرعان ما يأتيه النهي من جدته أو احد أبويه أو إخوته الكبار فيخرج من اللعب مع فوز أكيد. فيداه باردتان من ماء "رشعين" العذب وهذا وحده كاف لتعويض بعض العطش بينما يبقى مدفع الإفطار الأمل يداعب عقل الطفل الصغير.
3 ـ وعندما غدوت في مرحلة الطفولة الأخيرة بات بإمكاني مشاركة إخوتي وأترابي من الجيران والنزول إلى "الحارة". وهناك نشاط مختلف إذ إن العادة كانت تقضي أن يحمل كل منا تفاحة مزينة أو مزدانة بحبات "كبش القرنفل" تفوح منها رائحة نفاذة تنعش نفس الطفل الصائم وكأنها تقول له: للصوم رائحته الخاصة وهي تلك التي تنبعث من القرنفل المغروس في جسد التفاحة الخضراء.
4 ـ وإذ كنا نلتقي تحت (قبوة الطرطوسي) بجانب الجامع المنصوري الكبير كنا نحن الأطفال نتنافس في صناعة شراب السوس ويتباهى احدنا بأن إخوته ووالديه ينتظرون (شراب السوس) يخرج من بين يديه الصغيرتين وهما يشدان على فوطة مليئة بعيدان السوس الرطب وسط ماء بارد فيتحول الماء إلى شراب السوس الذي لا يزال رمزا من رموز أشربة رمضان إلى جانب التوت والخروب. 
يتطور الأمر، في الأيام التالية، ليأتي احدنا بعد الإفطار بقنينة من السوس ويشترط علينا أن نعطيه عددا من عجوة المشمش لقاء فنجان صغير من (شراب سوسه) الناجح جداً. وهكذا بتنا جميعا نجهد في بيوتنا لجمع عجو المشمش ويحرص أحدنا على أكل المشمش ان لم يجد عجزاً في البيت أو يقنع إخوته بمنحها له ليتمكن من تذوق الشراب الشهي.
5 ـ رمضان كان في أعيننا ولا يزال، ولله الحمد، شهراً مميزاً لم نكن نعرف قدره ولا ثواب صيامه وتراويحه وكان الوالد رحمه الله يحرص على اصطحابنا نحن أبناؤه إلى المسجد المنصوري الكبير  القريب من بيتنا لتأدية الصلاة، وكنت شغوفاً بالاستماع لمجموعة مؤذنين يصعدون إلى أعلى المئذنة خمس مرات في اليوم فيقف كل منهم بين أعمدة قناطرها استعداداً لإعلان الأذان جميعا وبصوت واحد بينما كان يقف عند غرفة (الأثر الشريف) في صحن الجامع، المؤقِّتُ الشيخ ناصر ميقاتي (شفاه الله) ونظرُه شاخصٌ إلى ساعات الغرفة وما أكثرها، فإذا ما دخل وقت الأذان أعطى الإشارة بيده فوراً إلى المؤذنين فإذا بالأذان يشق صمت الفضاء بالتكبير، وفي رمضان يضاف إلى هذا المشهد الإيماني الجميل إطلاقُ مدفعي الإفطار والسحور من قلعة طرابلس المشرفة عل المدينة والمسجد الكبير ، فالمدفعجي ينتظر هناك كلمة (الله اكبر) حتى يطلق مدفعه المجهز ليدوي في أرجاء المدينة معلناً الإمساك في الفجر والإفطار عند الغروب.أذكر يوماً أن أذان المغرب قد رفع خطأ من مؤقت المسجد الشيخ ناصر بدقيقتين ولمّا تغب الشمس بعد وأُطْلِق المدفعُ وأفطر الناس ثم تبين للمؤقت خطأه فأعلم مفتي المدينة الشيخ كاظم ميقاتي فطلب سماحته من المسلمين صيام يوم بديل بعد العيد باعتبارهم قد فطروا قبل المغيب، ورافقت الفتوى ضجة عند الناس بين مؤيد ومعارض وقابل ورافض...بينما انا الطفل الصغير اسمع ولا افهم إلا أني كنت متهيباً من صيام يوم إضافي بعد العيد.
6 ـ اكتنز الجامع المنصوري الكبير في ذاكرتي الرمضانية مشاهد كثيرة وعديدة. وكثيراً ما كنت ، بعد أن بلغت الفتوة، اذهب إلى صلاة الفجر منفردا والى صلوات الظهر والعصر والعشاء والتراويح... وكنت اقصد عند الظهيرة الاستماع إلى الشيخ عبد الكريم عويضة الذي كان يجلس على السدة الخشبية الأرضية الواقعة أمام المنبر والمحراب وتحت السدة العليا حيث يجلس المؤذون لرفع أذان إقامة الصلاة وللتبليغ بتكبيرات إمام الصلاة، كان رحمه الله شيخا جليلاً مهاباً، بلحيته وعمامته البيضاوين، يتحدث عن أحكام الصيام والصلاة والزكاة وقبلها جميعاً الطهارة ونواقض تلك الأركان وبوضوح كامل وبيان شامل مستخدماً أسلوب تقريب المعاني ولا ينسى الأمثلة والنوادر والقصص والأحاديث الشريفة وأقوال العلماء الخ....وبعد العصر كان الشيخ صلاح الدين أبو علي المبعوث الأزهري الأول الذي جاء طرابلس أواخر الأربعينات ومكث فيها طويلا وخرَّج أجيالا من الرجال والنساء، كان رحمه الله يجلس عصر كل يوم من أيام رمضان ويستند إلى عمود الجامع الشرقي وامامه طاولة خضراء  وخلفه رواق النساء، فقد كان قماش أبيض يفصل ركن النساء عن المسجد عند بابه الشرقي فيصلي فيه النساء ويستمعن إلى دروس الشيخ صلاح الدين فقد كان (رحمه الله) محبوباً من أهل البلد يتزاحمون على استماعه، وكنت أنا الفتى الصغير اجلس بين الجالسين منصِتاً إلى الدروس والعبر وتفسير القرآن، أحملق بهذا الرجل العالم الكبير الذي آتاه الله بسطة في الجسم والعلم لا يكف، وهو الصائم، عن فيض الكلام وبصوت جهوري وباللهجة المصرية احياناً. ولا أنسى ما حييت، وقد نقلت ما سمعت وشاهدت إلى أجيال ممن عاصروني أو تتلمذوا علي أو خطبت فيهم ودرَّست، فقد كان الشيخ صلاح الدين رحمه الله عندما يشرح قوله تعالى: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) يرفع صوته بالآية ويكررها وهو يضع كفيه قرب إبطيه محركا أصابعه ناصباً وجهه إلى الأعلى قائلا: (إنني من المسلمين) أي شرف هذا وأية عزة تلك حسبك أيها المسلم أن تفاخر الدنيا انك مسلم وكفى... مسلم يلتزم بالإسلام قولا وعملا وسلوكاً ومنهج حياة..) لم أكن لأفهم كامل كلامه ولم أدرك مراميه، إلا أنّ الحركة التي قام بها وهو يفسر الآية، منحتني كل الفهم والإدراك بأن المسلم عليه أن يفخر بإسلامه ويعلنه ويعتز بذلك. يمكننا أن نعيش عمق هذا المشهد إذا أدركنا أن فترة عصيبة كانت تسيطر على شباب العرب في ذلك الحين، ومنه طرابلس، تميزت تلك الفترة بأطروحات مناقضة للإسلام وفشت بعض ملامح الإلحاد وراحت القومية بمفهومها التعصبي والانتمائي والشيوعية والبعثية والقومية السورية والاشتراكية، علاوة على الانسلاخ عن الأخلاق لا الإسلامية فحسب بل الأخلاق عامة ايضاً، فإذا بالميوعة تدب في أوساط الشباب وكذا التناحر والتصادم في المبادئ والأفكار والفلسفات، وسط هذا الجو المشحون كان الشيخ صلاح الدين أبو علي، طيب الله ثراه، يصدع أن الانتماء إلى الإسلام فخر وعزة وشرف وكبرياء...ودونه باطل وذل وارتماء في النار!!.لا اكتم قولا أني إذ اسمع الشيخ صلاح، انتابني شعور ترى إذا ما كبرت أأجلس مكان هذا العالم واحدث الناس؟؟! ومضت الأيام والسنون وحقق الله جانباً من أمنيتي فجلست المجلس نفسه متطوعاً ولا زلت شابا في العشرينات من عمري بعد ظهر أيام محددة من رمضان، أفسر جانب من سورة الإسراء فتحدث عن اليهود وضلالاتهم مقارناً بها أوضاعنا الصعبة وكيف أن يهود هذا العصر يهددون المسجد الأقصى لكن سينالهم بإذن الله عقوبة اشد من عقوباتهم التي نالوها في التاريخ السحيق.وعلى منبر الشيخ عبد الكريم عويضة وقفتُ ظهر الخامس والعشرين من رمضان وكنت فوق الخامسة والعشرين من العمر خطيباً،  عن ذكرى معركة (عين جالوت) العظيمة وقد احييناها ولأول مرة في تاريخ طرابلس ولبنان وربما العرب كان الجامع يزدحم بالمصلين حيث خطبت بهم لأكثر من ساعة ونصف حول أحداث المعركة ونتائجها وبطولات القائد المظفر قطز الذي زحف بجيوشه من مصر لمواجهة التتار والمغول في معركة حاسمة تحت نداء (وا اسلاماه) أطلقته زوجته البطلة جلنار على صهوة جوادها تشجع المجاهدين منادية : (ألا لا نامت أعين الجبناء!! إسلامكم أيها المجاهدون يناديكم...) وانتهت المعركة بالانتصار الكبير بعد أن استشهد السلطان قطز وزوجته جُلَّنار وانتصر الإسلام!!!.وضمن ذكريات المسجد المنصوري الكبير كنت ادخله من رواقه الغربي عند غرفة (الشعرات) الأثر الشريف فأرى عددا من الفراش يطوى وبعض الأغراض بجانب كل فرشة ولما سألت أعلموني وأنا فتى صغير أن هذه الأعيان لرجال يعتكفون في العشر الأخير من رمضان وفهمت أن الاعتكاف سنّة نبوية ينقطع فيها المعتكف عن داره وأهله ويتفرغ للعبادة في عشر رمضان الأخير حيث فيها ليلة هي أعظم الليالي ثواباً وقدراً وهي خير من ألف شهر... ولا اكتم هنا أيضاً أن ذكراها لا تزال تتقد في نفسي حتى أذن الباري ومنَّ علي باعتكاف في مسجد الأبرار الذي كان لي شرف الإشراف على بنائه في أبي سمراء وهو احد مباني مجمع الأبرار التابع لبيت الزكاة والخيرات ـ لبنان ولله الحمد والمنة.للمسجد المنصوري أيضا ذكريات أخرى منها حلقة ختم القرآن حيث كان يجتمع علماء وحفظة فيتلون في كل يوم بعد صلاة العصر أو قبيل المغرب جزءا من القرآن وهكذا يختمون القرآن في الشهر يجتمع إليهم نفر من المصلين يستمعون إلى تلاواتهم أو يتابعون القراءة معهم في المصاحف انه المشهد الإيماني العميق تحس معه أن الملائكة تحف الحاضرين وعيون الناس تتسمر في وجوه الحفظة وهم يرتلون وكأن أحدهم يتلو في قرطاس. والحمد وإن لم يوفقني الله حتى اليوم أن أكون حافظاً إلا انه أكرمني بتفسير أجزاء وبعض الآيات من القرآن ، كما أكرمني بأن جعل لي حفيدين من ابنتي ولم يتجاوز أولهما الثانية عشرة والثاني العاشرة وقد حفظا القرآن كاملا وله الحمد في الأولى والآخرة .أما غرفة (الأثر الشريف) في المسجد الكبير فلي معها قصة طريفة أخرى فقد كنا نحرص على شهود إخراجها وتقبيلها وهي في يد مفتي طرابلس الشيخ كاظم ميقاتي ، يقف بعد صلاة فجر الجمعة الأخيرة من رمضان خلف قاطع خشبي اخضر مزخرف ويخرج من صندوق حديدي في جدار القاطع علبة مخملية فيها قارورة وفي داخلها شعرة من "شعر النبي" الكريم r كان أهداها السلطان عبد الحميد الثاني إلى طرابلس لما للمدينة من مكانة في قلبه وقد بادلَتْه طرابلس الفيحاء التقدير والحب له ولدولة العثمانيين باعتبار استانبول مركز الخلافة الإسلامية. وكنت أنا الطفل الفتى (أقبلها) كرة أخرى بعد ظهر الجمعة من اليوم نفسه حيث كان المفتي يعيد عرضها في جو إيماني عبق حيث يرفع المتزاحمون أصواتهم بالصلاة على النبي rواستمر هذا المشهد لسنوات وطرابلس تنتظر يوم الجمعة الأخيرة من رمضان بكثير من الفرح والبهجة والصلاة على الرسول حتى إذ بنا في إحدى المرات ما قبل عام الستين من القرن الماضي نتعرف على شاب نشط هو (سعيد شعبان جراد) في جماعة (عباد الرحمن) وقد تخرج من الأزهر الشريف وراح الأخ سعيد يحدثنا عن البدع وأن تقبيل ما يعرف بشعرة الرسول على افتراض صحة النسب إليه لون من ألوان الشرك وبدعة في الشرع . وبينما كان المصلون فجر الجمعة يستعدون للتقبيل، وقد أخرج مفتي طرابلس ( العلبة) من الصندوق الحديدي إذا (بالأخ سعيد شعبان) يقف إلى جانب نافذة الغرفة وعليها خشب مضلع مقطع إلى مربعات جميلة، ممسكاً بالخشب يرفع صوته مخاطبا المفتي : (يا شيخ كاظم هذه بدعة حرام عليك.. هذه بدعة وموضه منكرة) إلا أن الناس هاجوا عليه وكان مع المفتي مجموعة من شباب إطفائية بلدية طرابلس فتحركوا وحاولوا إسكات (سعيد) إلا انه رفض وراح يعلو بصوته فانهالوا على يديه بالضرب ليترك خشب النافذة وإذ فعل نقلوه بعيداً عن غرفة الأثر عاد الناس إلى رفع أصواتهم بالصلاة على النبي المصطفى العدنان وقد ازدادت عندهم الحمية والرغبة في التقبيل مستنكرين "التبديع" الغريب عن المدينة والمسيء إلى النبي عليه الصلاة والتسليم .تأملت المشهد المثير عن بعد غير أني ملت إلى الأخ 0سعيد شعبان) خريج الأزهر الذي لم يجن من إنكاره إلا الضرب والأذى وربما بسببهما أشفقت عليه ساعتئذ ورحت اسأل نفسي أين يكمن الابتداع والاتباع وهل "تقبيل" شعر النبي إن صح أنها من شعره الكريم منكر أو بدعة، جائز أم لا؟ وهل طريقة الأخ سعيد أولى بالاتباع أم أن ضررها أكبر من نفعها؟ إن أمثال تلك الطروحات لا تزال تضج في مختلف ساحات الفكر الإسلامي يشهد عليها ما يجري على أرض الإسلام من طنجة إلى كابول غير أن من المفارقات اللافتة ان (الأخ سعيد شعبان) أصبح في الثمانينات أميراً على طرابلس بقوة السلاح قائدا لحركة "التوحيد"، بينما تقبيل الأثر الشريف استمر دون اعتراض بالرغم انه كان "خطيب" المسجد المنصوري بقوة "الأمر الواقع" أيضا..!!.
7 ـ ومن العودة إلى رمضان في الطفولة والفتوة في منتصف القرن العشرين نجد بعض الذكريات منها أن المدينة تضج بالطبل لإيقاظ النائمين إلى السحور تحت شعار (يانائمين وحدوا المولى قوموا إلى السحور) وهي عادة لا تزال الى يومنا هذا وفي النصف الثاني من رمضان تبدأ همروجة "الوداع" تجوب شوارع المدينة ليلا "مودعة" رمضان وسط أهازيج وطبول وقرقعة الدفوف يحملون الفوانيس المضيئة بينما ينشد أحدهم الأناشيد الدينية وكنا ونحن صغار ننتظر مجيء (الوداع) وكنا نوفر له بعض القروش والفرنكات فرحا به لنسمع منه الطبل والدف وأغانيه التي لم أكن افهمها ثم أقوم بدفع ما (وفرت له).
8 ـ كانت هناك عادة طرابلسية جميلة انقرضت الآن أو كادت فقد كان والدي رحمه الله يحمل إلينا عند وقت السحور اللحمة المشوية والكفتة في أرغفة ومعه كمية من اللبن وذلك في آخر سحور من رمضان يوقظ أفراد العائلة ويقول لنا الآن هذا هو السحور الأخير لهذه السنة وان شاء الله تتسحرون سنوات عديدة . وكنا نتحلق حول (الطبلية) على الأرض ونأكل بشهية كيف لا واليوم لحمة مشوية للسحور الأخير!!!. وسط فرحة العائلة منها الجدة والوالدان وسائر الاخوة والاخوات.