بيت الزكاة والخيرات مسيرة عطاء

كتب سعيد عيش

قمت بجولة تفقدية لوقف بيت الزكاة والخيرات واطلعت على مجمل الأعمال التي يقوم بها في خدمة الفقراء والمساكين والأيتام والتقيت الأخوةَ مسؤولي الأنشطة الرمضانية وخرجت بانطباعات طيبة عن هذه المؤسسة العريقة المباركة خاصة وانها أنفقت وبخاصة في رمضان المبارك ما يقارب الملياري ليرة لبنانية في هذا الشهر الكريم.

تم تأسيس بيت الزكاة منذ 35 سنة في غمرة الأحداث الأليمة التي عصفت بلبنان، وتحت وطأة المآسي والكوارث قيض الله تعالى بيت الزكاة والخيرات ليشق طريقه بمسيرة رائدة حيث لعب دوراً بارزاً في رعاية الأيتام وتكفلهم لدى عائلاتهم، وقام بأعمال الإغاثة ومساعدة البائسين إلى جانب أعمال خيرية موسمية ودائمة، إلى مساعدة الأرامل والعجزة والمرضى حتى غدا البيت ولله الحمد من أهم المؤسسات التي تعنى بكافة المجالات الخيرية والطبية والاجتماعية والتربوية والتنموية. وأنشأ البيت لجانَ عملٍ متخصصة لكل تلك الأنشطة المباركة واضعاً نصب عينيه هدف الوصول إلى أرقى مراتب الخدمات الاجتماعية كما يحب الله ورسوله، وكما ترشد الأنظمة الحديثة والجودة والشفافية.

لذلك يسعى البيت إلى إحياء فريضة الزكاة في نفوس المسلمين وترغيبهم في إخراج الصدقات والزكوات والى بث روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع، حيث يتم جمعها وتوزيعها على المستحقين ضمن أطر المؤسسات المتخصصة التي أنشأها البيت.

وللبيت حجة وقفية معلنة في المحكمة الشرعية التابعة لرئيس مجلس الوزراء وهي بمثابة النظام الأساسي، وللوقف ناظر وهو الرئيس وله متولٍ أول بمثابة الرئيس التنفيذي، وله هيئة عليا تشرف على أعماله ومقرراته وأنظمته، ومجالس إدارة ولجان مختلفة، ويتمتع البيت بالأنظمة والشفافية والنزاهة وخاصة في ماليته حيث أعلنته (مجلة فوربس الشرق الأوسط) العاشر بين قائمة الجمعية الخيرية الأكثر شفافية جرى تفحص بيانتها في مسح شمل 19 دولةً عربيةً.

ولا بد هنا من الإشارة إلى أن الدكتور محمد علي ضناوي رئيس البيت والناظر العام، والدكتور حمدي شوق متولي الرئاسة التنفيذية أي التولية بالتعبير الفقهي ويعاون الناظر والمتولي فريق عمل في كل الاختصاصات ومرافق المعرفة، ويتولى إدارة البيت الأستاذ المحامي كرامي شلق.

من الأعمال الخيرية للبيت

ولعل من اهم الأعمال الخيرية للبيت هي:

-         كفالة الأيتام: يكفل البيت أربعة آلاف وخمسماية يتيم ويتيمة ضمن أسرهم كما يقدم لهم الرعاية الصحية 100% مع أمهاتهم عبر مستشفى الحنان ومركزه الطبي، ويقدم لهم المساعدات النقدية الشهرية والغذائية والكسائية والتوجيهية والتربوية، وينفذ لهم البرامج الترفيهية والدورات الصيفية والرحلات والمسابقات المختلفة الدينية والأخلاقية والثقافية.

وقد قرر البيت لهذا العام تقديم الكسوة الجديدة لجميع الأيتام بموجب بطاقات مدفوعة الثمن يبتاعون بها الألبسة الجديدة من محلات الألبسة الكبيرة في المدينة.

-         دعم الأسرة: ينفذ البيت مشروع دعم الأسرة المتعففة حيث يقدم وبشكل دوري مساعدات غذائية وكسائيه ونقدية يستفيد منها أكثر من ألف وخمسماية أسرة متعففة. أما في رمضان وبالمناسبات، فيرتفع عدد المستفيدين إلى اكثر من خمسة آلاف أسرة، ويرعى البيت أيضا أُسَراً أربابها معاقون أو مرضى مزمنون لا يستطيعون العمل.

-         الرعاية الصحية: يقدم مركز البيت الطبي وأيضاً مستشفى الحنان التي يملكها البيت الرعايةَ الصحية الكاملة لكافة الأيتام المكفولين لدى البيت والأسر الفقيرة كما يقدم الأدوية الدائمة للأرامل ومساهمات للمرضى المحتاجين لدى دخولهم المستشفيات من خلال صندوق العافية لإعانة المرضى التابع للبيت.

-         التقديمات الرمضانية الخيرية: أحيا البيت سنّة الإطعام في رمضان، وهي السنة النبوية الكريمة، وقد حولها إلى إطعام جماعي، وفي كل عام يستفيد الآلاف من المحتاجين من مشاريع رمضان حيث يقدم البيت موائد الإفطار والوجبات الجاهزة اليومية وتوزيع حصص غذائية على أيتام البيت والأسر الفقيرة إضافة إلى الأخوة السوريين اللاجئين.

ومن جهة أخرى استحدث البيت "السلة الغذائية" المدفوعة الثمن لدى مراكز البيع الكبرى في الشمال، ووزع البيت البطاقات المالية ولصاحب البطاقة أن يختار الأصناف الغذائية التي يرغب .ونذكر أن التكلفة لهذا العام بالنسبة لرمضان 1437هـ قد بلغت على الشكل التالي :مطعم رمضان وتوزيع المواد الناشفة والغذائية والفطرة 172000$ ، كسوة العيد 52000$ ، الأيتام المكفولين 170000$، ومدفوعات نقدية للأسر الفقيرة بقيمة 7000$ .

وفي عيد الفطر يوزع البيت كسوتي العيد لآلاف الأيتام والأطفال اللبنانيين والسوريين، وقد استحدث هذا العام البطاقة المدفوعة الثمن لدى مجموعة من مراكز الألبسة ليختار اليتيم وامه الكسوة المناسبة.

-         مشروع صدقة الفطر: يقوم البيت بتوزيع زكاة الفطر على المستحقين ضمن حصص غذائية ومبالغ نقدية لأكثر من ثلاثة الآف أسرة، فضلا عن توزيع كفارة الصيام.

-         مشروع الأضاحي: يقوم البيت ومنذ اكثر من 30 عاماً بتنفيذ مشروع الأضاحي في لبنان وأوستراليا، حيث يستفيد من المشروع سنوياً آلاف الأسر، وبلغ عدد الأضاحي لغاية العام الماضي اكثر من 75 الف رأس غنم بلدي وعجل أوسترالي.

-         دعم الطالب في المراحل الابتدائية والتكميلية ودعم جامعي: يقدم البيت كل عام آلاف الحقب والقرطاسية إضافة إلى رسوم التسجيل في تلك المراحل، ويقدم منحاً جامعية للطلاب المتفوقين في كافة الاختصاصات، وقد بلغ عدد الطلاب الجامعيين لغاية العام 650 طالبا. ويستحدث البيت توجيه الاختصاص وبخاصة للطلاب الأيتام والفقراء في مرحلة الثانوي.

-         الإغاثة: تنوعت التقديمات الإغاثية للسوريين النازحين من حصص غذائية وفرش وبطانيات وملابس وأدوات منزلية وتدفئة ومساهمات في بدلات الإيجار، إلى حليب أطفال وحفاضات، إلى كفالة الأيتام، إلى موائد الإفطار، وقد تجاوز الإنفاق في الإغاثة اكثر من ثلاثة ملايين دولار.

-         مشروع تيسير الحج للفقراء: للعام العاشر على التوالي يرسل البيت حملة خاصة مجانية إلى الديار المقدسة، يبتعث فيها الفقراء والمساكين لأداء فريضة الحج، وبلغ ما أرسله حتى السنة الماضية 278 حاجاً وحاجة.

-         مشروع القرض الحسن: يقدم قروض ميسَّرة لأصحاب المهن الصغيرة تعينهم على تنمية أعمالهم وتطويرها دون فوائد وقد بلغ عدد القروض 449 قرضاً وبحدود الفي دولار للقرض الواحد. ويسدد في مدة قد تصل إلى السنتين كما يقوم بتنفيذ القروض لموظفيه.

-         مركز التأهيل والتدريب: يساعد المتسربين والمتسربات دراسياً حيث يجري لهم دورات تدريبية على المهن المنزلية العديدة والكومبيوتر والخياطة والرسم على الزجاج والتطريز إضافة إلى دروس التوجيه الصحية والدينية.

مالية البيت

يتعاون البيت في تحقيق مشاريعه بالتعاون مع المحسنين من الداخل والخارج ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة والمؤسسات المحلية والعربية في المملكة العربية السعودية وأستراليا ومؤسسة (ممدوحة السيد بوبست الأميركية) وعبر مشاريع تنموية ينفذها البيت.

كما يتعاون البيت مع جمعية عاهدة البيسار للعمل الخيري، وجمعية جداول الخير، فقدم البيت مبنيين كبيرين في مجمَّعه (الأبرار الاجتماعي) التابع للبيت حيث يقيم أيتام سوريون ولبنانيون في أحد المبنيين بينما احتضنت جمعية جداول الخير ــ رابطة حمص في المهجر المبنى الثاني لإقامة عائلات أيتام مع أمهاتهم. ويضم المبنيان ما يقارب المائتين من الأيتام.

التعريف بالخير:

إنَّ تلك الأنشطة الخيرية الموسمية والدائمة والمؤقتة لم تمنع البيت من الاهتمام برسالته في التعريف بركن الزكاة والصدقات وأركان الإسلام الأخرى فأصدر كتيبات في ذلك وكان آخرها رمضان هذا العام (الشهادتان.. معانٍ وآفاق). كما دأب على نشر مبادئه الإسلامية وأخلاقياته ووسطيته الرائدة.

أخيراً:

كل من يطلع على نشاطات البيت في رمضان وفي كل عام وعبر السنوات يجد أن بيت الزكاة والخيرات غدا علامة كبرى في لبنان وتجربة فريدة في الخير، ومؤسسة رائدة في مجالات تحقيق الأهداف الخيرية والإنسانية والطبية والاجتماعية والصحية وقد حلقت عالياً في ميادين العطاء والتنمية مما يجعلنا نؤكد أن البيت ادخل الطمأنينة على قلوب ونفوس الناس وجعلهم يطمئنون أن الله قد هيأ لبعضهم وغيرهم مؤسسات تحفظهم بأمر الله.

سعيد عيش