مبدأ حولان الحول أي مرور سنة قمرية على بلوغ المال للنصاب. يراعي في المرة الأولى حين توجبت فيها الزكاة لأول مرة، وبعدها تصبح الزكاة في سائر أمواله إن زادت على النصاب وكانت خالية من حوائجه، ولا يشترط أن يحول الحول على كل نوع بمفرده إلا في المرة الأولى… باستثناء الزروع والثمار التي تزكى عند حصادها، وكذلك المال المستفاد، أي المال الذي يأتي دورياً، عند من قال بذلك.

قال الله تعالى في كتابه الكريم:

وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام : 141] 

 

 

 

 

قال الله تعالى في محكم تنزيله:

خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة : 103]

 

الزكاة تطهر النفس من الشح والتحاسد والتباغض. ولها انعكاسات اجتماعية وتربوية وتكافلية مختلفة، فهي تساعد على التخلق بأخلاق القرآن، وتنمي شخصية الغني وتدربه على الإنفاق والبذل. وهي إلى ذلك ـ إحدى أنجح السبل في ضمان اجتماعي فعّال يرعى مجموعة كبيرة من المستحقين، يطور إمكاناتهم، ويرتقي بهم في مجال الكفاية والغنى، فضلاً عن أثرها الواضح في الجانب الاقتصادي إذ تمنع كنز المال وتدفع بصاحبه إلى ميدان العمل.

 

 

 

إن من يمتنع عن أداء الزكاة تأخذها الحكومة المسلمة منه عنوة، كما كان الشأن أبان الخلافة الإسلامية الراشدة، وعند الامتناع عن دفعها تقوم الحكومة الاسلامية بإلزام  المكلف بالقوة كما جرى في حروب الردة الشهيرة.

ولا تسقط الزكاة بالتقادم أو بمرور الزمن مهما تعددت السنون… وإن مات المسلم وعليه زكاة استوفيت زكاته قبل توزيع تركته باعتبار الزكاة دين الله والفقير، إلا أن بعض الفقهاء لم يلزموا الورثة بإيفاء هذا الدين من مال الميت إلا وصية من المتوفي أو تطوعاً من انفسهم.

 

 

 

استحباب إخراج الزكاة في رمضان هو كون هذا الشهر الكريم شهر الخير والبركة فاعتبره كثير من المسلمين مبدأ لمرور عام هجري زكاوي.

 

 

 

تجب الزكاة على المسلم في ماله إذا كان مالكاً للنصاب ويشترط أن يَحُول على النصاب حَولٌ ـ أي سنة قمرية ـ بعد احتساب حوائجه وحوائج من تجب عليه نفقتهم شرعاً والديون.

 

 

 

يجوز إخراج الزكاة عيناً إن كان وعاؤها يسمح بذلك أو يخرج قيمتها نقداً.

 

 

 

إن المال الذي بين أيدينا هو مال الله إستخلفنا فيه، وأمرنا أن نحافظ عليه وننميه بوسائله المشروعة، وافترض فيه علينا حقاً معلوماً للسائل والمحروم. وههذا الحق المعلوم الذي هو الزكاة هو من مال الله يؤخذ من الأغنياء ويرد على الفقراء.ومع هذا فقد اعتبر الإسلام إخراج (هذا الحق) عبادة يتقرب مخرجها من ربه فيثيبه عليها لطاعته ولامتثال أمره والتزام حكمه.

 

 

 

الأصل أن تجمع الزكاة بواسطة الحكومة الإسلامية وفي حال غيابها يجوز للمسلم أن يوزع زكاته بنفسه على مستحقيها، كما يمكنه أن يوكل بتوزيع زكاته مؤسسة للزكاة والخيرات مختصة بهذه الفريضة ومجازة شرعاً بها، كأن تكون تابعة لوزارة الأوقاف أو دار الفتوى أو معلنةً وقفاً خيرياً بموجب حجة شرعية في المحكمة الشرعية حسب الأصول. كما هو حال بيت الزكاة اللبناني، كما يمكنه أن يوزع قسماً من زكاته بنفسه ويوكل المؤسسة الزكوية بالقسم الآخر.

 

 

 

قال الله تعالى في كتابه الكريم:

إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة : 60]

 يمكن إعطاء الزكاة للقريب أو المحتاج، ويستحب أن تعطى الزكاة للصالحين من المحتاجين إلا أن تكون لمساعدة غير الصالحين على أمل هدايتهم وتشجيعهم على الالتزام بالإسلام.

 

 

 

تجب الزكاة في كل سنة قمرية وعلى المزكي أن يراعي فارق السنة الشمسية عن القمرية إن فرضت عليه طريقة الحسابات المالية اعتماد السنة الشمسية وهو الفارق هو 11 يوماً ويصبح مقدار الزكاة الواجبة 2.577 % بدلاً عن 2.5 %.

 

 

 

إن كان المزكي يملك أكثر من نوع من الأنواع الواجبة فيها الزكاة وكانت معدة للتجارة أو الادخار، فيستحسن أن يجمع قيمها بكاملها ويستخرج منها ما قد يكون عليه من ديون واجبة ونفقات مفروضة ثم يخرج زكاة ما بقي مرة واحدة في وقت معلوم من كل سنة هجرية.

 

 

 

على مؤسسة الزكاة أن تمنح المستحقين الزكوات والخيرات المتجمعة لديها، وأن تتأكد من أنهم مستحقون عبر أبحاث اجتماعية مدققة. وبإمكان المؤسسة أن توزع ما تجمع لديها من زكوات وخيرات مشاهرة خلال سنة إلى حين يأتي الاستحقاق التالي للزكاة، ولها أن تنفقها على شكل مساعدات عينية، غذائية، صحية، تعليمية، إنمائية أو اجتماعية.

وعلى المؤسسة أن تصدر بيانات وكشوفات دقيقة يمكن للمزكي أن يطلع عليها متى أراد.