...
...
...
...
...

تبرع النائب سعد الحريري للشمال

الكاتب/ د.محمد علي ضناوي   
07/03/2008
كان لتبرع عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي أعلنها النائب سعد الدين الحريري رئيس كتلة المستقبل النيابية الأثر الكبير في نفوسنا في الشمال أو في بيروت، وتعتبر بحق صدقة جارية عن روح الشهيد الطاهرة. فإعفاء المقاصد من ديونها حط عن كاهلها عبءاً كبيراً مما سيدفعها قدماً إلى الأمام إن شاء الله كما أن تبرع الأستاذ سعد الحريري بكلفة التأمين الإسلامي للمشايخ وموظفي الأوقاف في لبنان وهو ما سبق أن طالبنا به منذ عام 1974 وهو يعتبر بحق نقلة نوعية في الوظيفة الدينية، هذا وذاك لا يقلان أهمية عن المشاريع التي أعلنها النائب سعد في طرابلس للمدينة والشمال عموماً .
 
2 ـ إننا إذ نقدر لعائلة الرئيس الشهيد تحركها الإنمائي ضمن صدقة مشروطة عن روح الشهيد الكبير لهو فأل خير، فالعطاء إن كان موجهاً يخدم أهدافاً تنموية، يكون أقرب إلى التأكيد الدائم والعمل المستمر. فتعلم طفل في مدرسة، أو طالب في ثانوية، أو مثقف في مركز ثقافي، أو مريض في مركز صحي، أو صاحب مهنة في أحواض تربية الأسماك، أو تعليب الفاكهة، أو في إنشاء حدائق، أو أي أمر آخر إنّ ذلك كله يصب في إطار عام كبير هو خدمة المجتمع وخدمة أفراده وأسره .
 
3 ـ لقد عانت طرابلس والشمال كثيراً من الحرمان، وهضماً للحقوق والافتئات على مطاليبها، يبدو أنه جاء اليوم لتسند تلك المنطقتين، عائلة الشهيد الكبير، في ظل عجز الدولة نتيجة الظروف المأساوية التي يمر بها لبنان بدءاً باغتيال المرحوم الشهيد رفيق الحريري مروراً بكل أصناف وألوان سياسات حافة السقوط.
 
4 ـ لا يسعنا هنا ونحن نبارك هذه الخطوات الرائدة والعملاقة إلا أن نشير إلى أنّ بعض المشاريع الحيوية لطرابلس والشمال قد تكون أكثر أولوية من البعض المعلن والذي وعدنا الأستاذ سعد الدين بتحقيقه باسم العائلة الكريمة. وحبذا لو أنّ الأمور تدرس بعناية أكبر بعد استطلاع آراء مؤسسات المجتمع المدني والاجتماعي والخيري والصحي والثقافي.
 
5 ـ ومما لا ريب فيه، ولا يناقش فيه أي سياسي مخلص في لبنان، أنّ طرابلس خاصة والشمال عامة قطعة من لبنان عزيزة ومهمة إلا أنها محرومة على امتداد فترات الاستقلال مروراً بالحروب في النصف الثاني من القرن الماضي ولا يزال الحرمان يلف أكثر مرافقها وتحتاج إلى المزيد المزيد، وعلى رأي بعض الفعاليات المعنية فإن هاتين المنطقتين تحتاجان إلى أكثر من مليار دولار وعلى الدول العربية القادرة وبخاصة السعودية والخليج وهي دول لم تقصِّر تجاه لبنان سياسياً ومالياً كان آخرها الوديعة السعودية مليار دولار في البنك المركزي اللبناني، إلا أننا في طرابلس والشمال نطمح إلى المزيد من التقديمات، ان الحكومة الجديدة القادمة إن شاء الله عليها أن تقوم بمسؤولياتها الوطنية والتنموية تجاه طرابلس والشمال بما فيه محافظة عكار.
يبقى أن تبرع 52 مليون دولار والتبرعات الأخرى عطاء لافت ومشكور وسيكون بعددها لا بل بأضعافٍ مضاعفة من الله سبحانه، رحمات على الشهيد الرئيس وعلى المتبرعين.
Top

اشتراك بالقائمة البريدية

البريد الالكتروني*:
الاسم*:

اتصل بنا


  عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.